The Beginning after the End - الفصل 137: الوصول
الفصل 137: الوصول
آرثر ليوين
عندما دخلت إلى الخيمة البيضاء الكبيرة سحبني الجد فيريون على الفور في أحضانه.
“اللعنة عليك يا فتى! لماذا لم تخبرني أنك عدت؟” خفف قبضته علي وأمسك بي من كتفي على مسافة ذراعه لإلقاء نظرة أفضل.
“سُررت برؤيتك مرة أخرى أيها الجد.” إلتفت لأٌحيي الأسورا المقنع. “ألدر.”
“آرثر. السيدة سيلفي” رد علينا التحية. “لقد تغير الكثير في كلاكما.”
“أنا آمل ذلك بالتأكيد” ضحكت. أومأ سيلفي برأسها قليلاً رداً على ذلك. “كيف عرفت أنني وصلت إلى هنا بهذه السرعة؟” عدت إلى فيريون.
“تلقى السيد ألدر رسالة من السيد ويندسوم” أجاب فيريون. “قال إنك أُرسلت إلى هنا في مكان ما لذا أتيت على الفور.”
“لكن للأعتقاد أنه تم إرسالك حيث كانت تتمركز تيسيا. أخبرني، هل كانت هذه فعلة رين؟” تدخل ألدر وفي صوته نبرة مسلية.
أومأت برأسي ووجهت نظرتي إلى صديقتي الصامتة. “هل لطالما كان حسه الفكاهي… مُضحِك؟”
“لطالما اعتبر رين نفسه غريب الأطوار على الرغم من موقفه اللامبالي في كثير من الأحيان” اعترف الأسورا.
“لقد فوجئت برؤيته عندما كنا نتوقع محاربة متحول” قالت تيسيا وهي تهز رأسها.
“أجل. بمجرد وصولي هاجمني أنا وسيلفي حشد من وحوش المانا. لم يكن لدينا الوقت حتى لالتقاط أنفاسنا إلا بعد أن قتلناهم جميعًا” تنهدت وأنا أداعب رفيقتي.
“لكن ماذا عن الباب؟ عندما وصلنا إلى مكان الحادث كان كل وحوش المانا خارج الغرفة التي كنت فيها أموات” ضغطت تيسيا. كنت أعلم أنها كانت تشعر بالفضول حيال آلاف الأشياء منذ وصولي، لكن يمكنني أن أقول من خلال وصول ألدر و فيريون إلى أنه كان لدينا القليل من وقت.
“ليس الآن يا صغي- تيسيا” عدّل فيريون كلمته ووضع يده على كتف حفيدته. “هناك أشياء يجب أن أناقشها مع آرثر وهذا ليس المكان المناسب للقيام بذلك.”
“نحن مغادرون؟” ردت تيسيا وهي تنقل نظراتها بين جدها وألدر.
هز الأسورا رأسه. “ليس أنت يا تيسيا. يجب عليك البقاء هنا.”
“ماذا؟ لقد وصل آرثر إلى هنا منذ بضع ساعات وأنت تأخذه بعيداً بالفعل؟” أجابت تيسيا والخوف واضح في عينيها.
## ما هو لو بتاعك او أشتريتيه قولي ##
“تيس” قطعت. “لا تقلقي. سأعود حالا بعد معرفة أحوال الحرب”.
“بالأضفة لذلك لديك فريق تعتني به. بعد تصفية هذة الزنزانة أنا متأكد من أن الجميع سيغادرون قريبًا من هنا. لديك معارك خاصة بك أنتِ مسؤولة عنها، أليس كذلك؟” أضاف فيريون. “هذا ما اتفقنا عليه عندما سمحت لك بالمشاركة في الحرب.”
“أجل ’شُقي طريقكِ من المعارك باستخدام قوتكِ الخاصة‘ ” أقتبست تيسيا مع تنهيدة مهزومة.
استطعت عمليًا أن أرى ذيل صديقتي غير الموجود يتدلى حزينًا على هذا الخبر ولكنني كنت أعلم أن كل ما كان على فيريون أخباري به مهم.
“إذن دعونا نخرج على الفور. تيسيا، لقد أصبحت أقوى في الأشهر القليلة الماضية. من المؤكد أن المعارك التي مررت بها زات من قوتك جيداً” قال ألدر مع إعطائها إيماءة تأكيد.
“شكرا لك يا سيدي.” أحنت تيسيا رأسها ولكن تعبيرها الحزين لم يتغير.
لقد فوجئت بالعلاقة بين الاثنين. لم أتوقع أبدًا أن يأخذ الأسورا ذو العين الواحدة تيسيا تحت رعايته لكني احتفظت بهذه الأفكار لنفسي.
أعطت تيسيا انحناءة سريعة لجدها وسيدها قبل الخروج من الخيمة. وبينما كانت ترفع غطاء القماش، نظرت إلي مرة أخرى بنظرة تحمل عددًا لا يحصى من المشاعر.
ثم ابتسمت وهي تغادر.
“هَلّا نرحل؟” حثنا ألدر.
بإيماءة منا خرجنا من الخيمة أيضًا.
في الخارج قبل أن أخطو إلى بوابة النقل الآني التي استحضرها ألدر نظرت إلى زميل تيسيا في الفريق – ستانارد – وتمتمت له لرعاية تيسيا من أجلي.
لم أكن قصده أن يسمعها ولكن يبدو أن ستانارد يفهم ذلك عندما أومأ برأسه.
استغرق الأمر منا بضع دقائق بعد عبور البوابة للوصول إلى القلعة العائمة حيث كانت قاعدة المجلس والسبب هو أن القلعة الطائرة تتحرك باستمرار لأميال فوق الأرض دون نمط أو وجهة محددة.
بعد أن تركز محيطنا المموج لاحظت أننا وصلنا داخل غرفة صغيرة أسطوانية بلا نوافذ وباب حديدي واحد مزدوج.
’لماذا لم تتحدثين إلى تيس ولو لمرة هناك‘ سألتُ سيلفى وهي تسير بجواري.
’تحتاج السيدة إلى سر أو أثنين‘ قالت سيلفي بخجل.
’أوه، أنت سيدة الآن؟‘ هزت رأسي. في مكان ما على مدار العامين الماضيين اكتسبت سيلفى القدرة على التحدث بحرية ولكن لسبب ما اختارت عدم التحدث إلا إذا كان ذلك معي.
’سأفاجئ تيسيا بها في المرة القادمة‘ أجابت ضاحكة في عقلها.
نظر كل من فيريون و ألدر إلى الوراء ومن الواضح أنهما فضوليان بشأن ما كنا نناقشه داخل عقولنا.
لم يكن الحديث هو القدرة الوحيدة التي اكتسبتها سيلفي خلال تدريبها ولكن نظرًا لصغر سنها أمضيت معظم الوقت في تقوية جسدها لذلك كان نمو قدراتها في المانا والأثير بطيئاً.
دربها السيد إندراث شخصيًا كيفية تقوية جسدها وهو ما كان يميز سلالة التنانين بين الأسورا. على ما يبدو أن جميع صغار الأسورا تقريبًا واجهوا خطر عدم قدرة أجسامهم على تحمل قدراتهم الطبيعية.
“حسنًا بما أننا جميعًا هنا فلنخرج” أعلن فيريون بابتسامة.
بالإشارة إلي رجل البوابة بدأت الأبواب الحديدية الكبيرة بطقطقة قد صدرت مع انطلاق آلية القفل. ملأ صرير المعدن أذني عندما فُتِح المخرج المعدني السميك.
كنت أتوقع وجود حارس أو اثنين على الجانب الآخر من البوابة ولكن بدلاً من ذلك كان هناك دب أسود كبير يعلوني. حدق بشراسة وشكلت العلامتين الأبيضتين فوق عينيه تعبيره يشبه الغضب. كان يبلغ ارتفاعه حوالي ثلاثة أمتار ورجلاه الخلفيتان مرتكزان على الأرض وصدره مكشوف ليظهر خصلة من الفراء البيضاء أسفل رقبته مباشرة. على الرغم من عيونه الغاضبة إلا أن أسنانه المكشوفة أعطت انطباعًا بالابتسامة حيث كان صفان من الأنياب البيضاء تبرز من فمه.
“أخييي!” لحنها صوت بسعادة.
لجزء من الثانية اعتقدت أن الدب هو الذي تحدث لكن إيلي – أختي الصغيرة – ظهرت من خلف الوحش بابتسامة مبهجة على وجهها غير الناضج.
رغم رقتها فقد تغيرت أختي بالتأكيد خلال السنوات القليلة الماضية. سال شعرها الترابي اللون بحرية على كتفيها بدلاً من الضفيرتين اللتين كانت تصنعهم عندما كانت أصغر سناً. بينما كانت عيناها الداكنتان المستديرتان لا تزالان تتألقان بالبراءة فإن نظرتها العميقة نحوي اشتملت على نضج عميق.
“إيلي!” حملت أختي في حضني وهي تلف ذراعيها حول رقبتي وانا أٌرجحها.
“آرثر!” نادى زوج آخر من الأصوات. كانا أبي وأمي.
بعد أن أنزلتها إلتفت لهما. وقفت ساكنا متوترا. منعتني مشاعر الشك والندم من عناقهم. لم أكن أعرف كيف أحييهم بعد آخر مرة انفصلنا فيها.
“تعال هنا يا بني!” ركض أبي وحاصرني ولفني بإحكام بين ذراعيه.
“أ-أنا لا أفهم” تلعثمت متفاجئاً من أفعالهم. “اعتقدت-”
“إعتقدت ماذا؟” قاطعني أبي. “لمجرد أن لديك ذكريات عن أي حياة سابقة أمتلكتها يمكنك التوقف عن كونك ابني؟”
ضحكت عندما سمح لي أبي بالذهاب. اقتربت أمي التي كانت على بعد بضعة أقدام بقلق. عاد ذهني إلى الوراء إلى الكيفية التي حاولت يائسًا أن تنكر بها كل ما قُلت مما أفقدني ما لدي من ثقة قليلة تجعلني أٌحيي بها أمي.
كل خطوة بطيئة اتخذتها نحوي جعلت الجفاف في حلقي يزداد. نظرت إلى الأسفل حيث كانت قدميها على بعد بوصات فقط من قدمي. لم أستطع أن أنظر في عينيها.
فجأة أمسكت والدتي يدي بإحكام ثم قربتهما منها.
“أعطني بعض الوقت” همست بينما سقطت قطرات من الدموع على أيدينا. “أنا أحاول. أنا حقا أحاول. فقط أعطني بعض الوقت.”
كما لو أن الحجر الذي يغلف جسدي قد تحطم، غمرتني موجة من السعادة والراحة عندما شعرت بصدقها.
“بالطبع” أومأت برأسي غير قادر على النظر إلى أمي خوفًا من أن أبكي أنا الآخر.
“أخي! أخي!” نادت أختي وهي تحمل سيلفي بين ذراعيها. “قل مرحبا لرفيقي بوو!”
عندما تركت أمي يدي قمت بتنظيف حلقي وألقيت نظرة قوية أخرى على وحش المانا العملاق.
“أنت بـ…بوو” كررت غير مصدقاً بالنظر إلى أختي والعودة إلى فيريون و ألدر. كنت أعرف أن وحش المانا ليس عدوًا ولكنني لم أدرك أنه ينتمي إلى عائلتي.
“أجل!” اومأت برأسها. “بوو، قل مرحباً لأخي!”
أغلقنا أنا وبو نظراتنا لثانية حتى ابتسم لي وحش المانا. رفع بوو مخلبه العملاق ولوحه نحوي.
رفعت ذراعي وعلى الفور عززت جسدي بالمانا. بسبب قوة هجوم بوو تشققت الأرض تحت قدمي.
حدقت في أختي المصدومة بينما ما زال مخلب الدب لا يزال يثقل على ذراعي.
“أرى أن بوو لديه مزاج جيد.” أمسكت بمعصم الوحش وانزلته لأسفل مما جعل عيناه تصل إلى مستوى عيني.
“بوو أراد فقط معرفة ما إذا كنت قويًا كما أخبرته أم لا. إنه ذو طبيعة متنافسة بعض الشيء” هزت كتفيها بينما كافح رفيقها لتحرير نفسه من قبضتي. “بوو سئ!”
“انتظري. إيلي أيمكنك التحدث إلى هذا الوحش؟ هل أنت مرتبط به؟” تحدثت منذهلاً. حيث فاجأني قوة وحش المانا هذا ولكن حقيقة أنه كان قادرًا على التحدث عقليًا مع أختي يعني أن بوو كان وحشًا رفيع المستوى.
“هل السيد ويندسوم لم يذكر هذا؟” سأل فيريون من الخلف. “لقد أعطى وحش المانا هذا لعائلتك كهدية قبل مغادرتكم إلى إفيوتوس.”
“لا، لم يذكر إي شيئًا عن هذا” هززت رأسي وأنا لا أزال في حالة ذهول من تحول الأحداث. “إذن سلم ويندسوم فقط هذا الدب المحشو العملاق لأختي وماذا بعد، أيمكنها أن تركبه أثناء المعركة؟”
أطلق بوو شخيراً ساخطًا على كلماتي.
“أجل لقد دعوتك بالدب المحشو” أجبته وما زلت ممسكًا بمخلبه.
“لا، لقد كان مجرد طفل عندما أعطاه لنا ويندسوم” ابتسمت والدتي. “لذا يجب على القول أن بوو قد كبر بسرعة كبيرة خلال العامين الماضيين.”
“هذا صحيح” أكد أبي. ضاحكاً لنفسه.
“حسنًا أنا متأكد من أنك ترغب في قضاء الوقت مع أسرتك يا آرثر ولكن دعنا نجعلها بعد أجتماعنا” قال ألدر بنبرة جادة. “تعيش عائلتك هنا في الوقت الحالي حيث اعتقدت أن ذلك سيكون في مصلحتك.”
“حقاً. شكرًا لك” أومأت برأسي وألتفت إلى عائلتي. “سأتحدث إليكم قريبًا يا رفاق، لا بأس بهذا؟”
عانقت الجميع باستثناء بوو واتبعت فيريون و ألدر عبر الممر الضيق إلى غرفة الاجتماعات.
هرولت سيلفي خلفنا وأخذت نظرة أخرى إلى بوو. ’هل تريدني أن أضربه لك؟‘
’يمكنني الاعتناء به بنفسي‘ ابتسمت بمكر ومدت ذراعي لأسفل أٌداعب رفيقتي.
عندما وصلنا إلى داخل الغرفة المحروسة، جلسنا حول طاولة دائرية كبيرة. كنا نحن الثلاثة فقط داخل الغرفة المزينة بشكل بسيط إلى حد ما، لذا كان هناك عدد كبير من الكراسي الفارغة موزعة على مسافات طويلة.
“نحن فقط؟” لقد نظرت حولي. “وماذا عن الملوك والملكات والرماح؟ اعتقدت أنني على الأقل سأرى المديرة جودسكي هنا”.
سحب ألدر الغطاء الذي كان يغطي معظم وجهه ليكشف عن عينه الأرجوانية المتوهجة في منتصف جبهته. نظر أولاً إلى فيريون وأومأ إليه.
عندما استدار جد تيس نحوي لاحظت كيف بدا متعبًا ومثقلًا مقارنة بما كان عليه قبل الحرب. “سينثيا حاليًا في حالة من فقدان الوعي للتغلب على آثار اللعنة التي نشطتها من خلال الكشف عن معلومات عن ألاكريا.”
“هل هي بهذا السوء؟” صرخت. التقرير الذي أخبرني به ويندسوم أشار لحالة المديرة، ولكن لم يصل أبدًا إلى درجة كونها في حالة غيبوبة.
“أمممم” أومأ العجوز برأسه “سأريك أين تستريح لاحقًا لكنني متأكد من أن هناك بعض الأشياء الأخرى التي تثير فضولك.”
أومأت برأسي ردًا بينما كنت أمُر على جميع الأسئلة التي تدور في ذهني. لكل سؤال سألته على قائدي هذه الحرب ردوا أجابوا بتروي. علمت أنه بينما كانت عائلتي تعيش هنا لحمايتهم انتقلت عائلة هيلستيا إلى مكان آخر. كان فينسنت يستخدم موارده في التجارة لمساعدة في الحرب. كان من المقلق بعض الشيء الاعتقاد بأنهم قد يتعرضون للخطر ولكن يبدو أن عائلة هيلستيا بقيت في الغالب في الخطوط الخلفية ولم تتورط أبدًا في أي مكان قريب من مكان المعارك الحقيقية.
أما بالنسبة لملك وملكة سابين السابقين فقد كان الاثنان يبلغان القلعة بين الحين والآخر لكنهما كانا يقضيان بالفعل معظم وقتهم في مملكة دارف على أمل كسب ولاء الأقزام لهذه الحرب بينما قام كورتيس وكاثلين جلايدر بما فعلته تيس وأنضموا أو كونوا فريقًا للحصول على بعض الخبرة في قتال حقيقي من أجل المعركة الرئيسية.
“هل فكر أبي أو أمي في القتال في الحرب أيضًا؟” أنا سألت.
“لقد فعل والدك” أجاب فيريون. “لكنني أخبرته أن يهدء حتى تعود أو حتى تكبر إليانور قليلاً. كان مصرا على المساعدة لكنني قدمت حجة قوية”.
“شكرا لك. لا أستطيع أن أتخيل ما إذا كان أبي قد مات في الحرب بينما كنت بعيداً” تنهدت.
مع استمرار فيريون في شرح حالة الحرب والكثير حول الاستراتيجيات التي تم تنفيذها للحفاظ على سلامة المواطنين استمعت بصمت وأنا أحدق بلا اكتراث في سيلفي التي كانت تستمع إليه أيضًا.
“هل هناك شيء ما يا فتى؟” تساءل فيريون. “لقد كنت هادئا للغاية.”
“لا شيء” أبتسمت. “على الرغم من أنني قلق بعض الشيء حول ما جعلكم تجلبوني طوال الطريق لهنا لأسمعه، لأنك تريد إبقاء حفيدتك بعيدة عن كل شيء. وأنا أعلم أنك لم تجلبني إلى هنا فقط حتى أتمكن من مقابلة عائلتي”.
“أجل. حسنًا، تيسيا طموحة وقد تدربت بجد من أجل المساهمة في هذه الحرب… ” أنقطع صوت فيريون.
“لكن ما زلت تقلق على سلامتها أكثر من أي شيء آخر” انتهيت الجملة مكانه. “لذا يبدو أن هذا الخطاب بأكمله الذي قدمته لها حول شق طريقها الخاص إلى المعركة الرئيسية كان مجرد وسيلة للتضيعة الوقت؟”
ترك فيريون الصعداء، أومأ برأسه. “يمكنك أن تعاتبني؟”
“كنت سأفعل نفس الشيء.” هززت رأسي. “ما مدى سوء هذه المعركة الرئيسية على أي حال؟” سألت وأنا أنقل نظراتي بين قائدي هذه الحرب.
“في الوقت الحالي تدور المعركة الرئيسية عند الجدار حيث تم بناء حصن يمتد عبر الجبال الكبرى. لم يتمكن أي وحوش متحول أو جندي من ألاكريا من مغادرة ساحة الوحوش حتى الآن بفضل خط الدفاع هذا”. على الرغم من الأخبار السارة فقد أطلق فيريون نفسًا عميقًا.
“أود منك أن تقول رأيك فقط بناءً على ما قلناه لك حتى الآن” قال ألدر بنبرة توحي بأنه كان يختبرني.
فكرت للحظة. “دعني أرى ما إذا كان لدي هذا الحق. مما تعاملتم معه حتى الآن يبدو أن خطة جيش ألاكريا تتمثل في إفساد بعض زعماء وحوش المانا بطريقة ما حتى يتمكنوا من السيطرة على الوحوش لقيادتهم للقتال من أجلهم. هذا جنبًا إلى جنب مع السحرة ألاكريا الذين كانوا يستخدمون بوابات النقل المخفية التى أقامها الجواسيس لتعزيز حجم جنودهم هنا في ديكاثين والتي تشكل قوة قتالية خطيرة جدًا”.
“هذا صحيح” اعترف ألدر.
“لكن هذا مريب.” لقد درست وجوه ألدر و فيريون. “أعني، أفهم أن ساحة الوحوش هي المنطقة المثالية بالنسبة لهم ليتمركزوا خاصة إذا كان لديهم عدد قليل من وحوش المانا من الفئة S أو الفئة SS تحت سيطرتهم ولكن يبدو هذا بسيط جدًا. إذا لم يتمكن أي منهم من اجتياز هذا الدفاع فهذا يعني إما أن جانبنا أقوى بكثير أو أنهم يماطلوا في الوقت. وبالنظر إلى وجهك يا فيريون سأقول أنه السبب الأخير.”
“الأدلة التي ظهرت منذ وقت ليس ببعيد أكدت شكوكنا” وافق فيريون مع نبرة متعاطفة في صوته. “الآن يا آرثر. لا يمكنني جعلك تلوم نفسك على ما أنا على وشك إخبارك به.”
“عن ماذا تتحدث؟” رفعت جبين.
أخرج ألدر شيئًا من أسفل الطاولة و فرده نحوي.
كانت صورًا لسفينة مهجورة. من خلال هيكلها وإطارها كنت متأكدًا من أنني رأيت شيئًا كهذا من قبل.
“إنه ليست الديكاثيوس إذا كان هذا ما تتساءل عنه” سبقني الدير بالأجابة. “بعد رؤية هذا اعترف المخترع جديون في النهاية من أين حصل على الفكرة البارعة لما يسمى بـ <المحرك البخاري> الذي كان فخوراً به.”
نظرت إلى الصور مرة أخرى محاولًا إقناع نفسي بعدم قبول ما اكتشفه عقلي بالفعل.
“كانت تلك سفينة بناها سكان ألاكريا بناءاً على تصميماتك.” أعلن فيريون بصوت قاتم.
قبل أن تُتِيح لي الفرصة للرد انفتح الباب الخشبي الداكن المؤدي إلى الغرفة فجأة بينما كان جندي مدرع يتعثر داخل الغرفة.
“أيها القائد، يا سيدي” حياهم الجندي على عجل وهو لا يزال يحاول التقاط أنفاسه.
“ماذا هناك؟” سأل فيريون بإنزعاج.
“لقد تم رؤيتهم أيها القائد. بالقرب من الساحل الغربي.” ارتجف صوت الجندي وهو يكبح خوفه. “الس-السفن.”
ترجمة وتدقيق: Sa3eed