Black wish - الأمنية 33: قرار أخير
الأمنية 33: قرار أخير.
——————————-
اجل انه فراغ.
تساءلت منذ وقت بعيد…
اجل بعيد…
و متأكد انه بعيد، رغم ان عمري لم يتعدى الألف سنة بالكثير…
تساءلت عن العدم… تساءلت عن الفراغ…
و لم اكتشف الا شيء واحد، انهم وجهان لعملة واحدة…
لكن في نفس الوقت هم مضادان و كل واحد منهما لا يشبه الآخر بتاتا.
اذا لماذا؟
لماذا اشعر بهذا الفراغ…
رغم أن اليأس يؤدي الى العدم…الى لا شيء…
انا اشعر بالفراغ! و للمرة الثانية!!
اتعرف ذلك الصوت الذي تسمعه عندما تتحدث مع نفسك باستعمال افكارك؟
اجل انه هو الذي أسمعه الآن.
⁂__
⊕الأمنية السوداء⊕
تحديث…
⟦فضيلة اليأس⟧
تعلمت اليأس، شعرت باليأس و كنت قريبا من التهامه.
لكنني استسلمت لليأس بطريقة مخالفة له.
طريق يؤدي الى الفراغ او العدم، ذلك كان عذري.
الاكتمال: 45٪
تحذير…!!
تم اكتشاف القطعة الثانية من الـ⬛⬛⬛!
⁂__
ذلك الألم…
ذلك الفراغ…مجددا…
“هل قلت…رسيل هي أختك الكبرى؟”
“اجل~ و لدينا سر لا يعرفه سوانا نحن فقط”
بضربة من يدي حطمت الطاولة أمامنا…
هل كان الغضب؟ او شيء آخر؟
“لقد كنت أنت…انت التي كنت تراقبيني!”
اخذت بعذر ان اليأس قد عمل عمله…
و قمت بشنقها بيدي هاته.
” مـ..معلمي..أ..-أنت مخـ..طئ…”
في مواجهة الموت، أستظل تكذب حقا؟
انزلتها ارضا و تركتها لتفسر كلامها.
و لكي لا تنطق بأي كلمة كاذبة احكمت حركاتها بنية قتلي الطاغية.
“مـ..معلمي ارجوك دعني أوضح…انا و رسيل نملك مهارة سرية تسمى 〔باتصال الروح〕 و من خلالها نستطيع مشاركة اقوى لحظاتنا شعورا بالسعادة او الحزن….”
مهارة سرية مجددا…
لقد اوضحت انها رأت ذكريات السعيدة التي كنت موجودا انا فيها و ذكرياتها الحزينة التي سبقت موتها…
” اذا بما انك تعلمين من قتل رسيل، اذا لماذا تريدين الفتك بأبيك..؟”
هل انا مخطأ؟
لم تكن هي من كانت تراقبني؟
” ذلك الوغد…ان كل شيء من تخطيطه! لقد خطط للتضحية برسيل منذ البداية فقط لكي يصل الى السيادة!!”
فهمت…
اجل الآن انا قد فهمت كل شيء.
حتى بدون الاستماع باقي كلامها فقد فهمت ما تعنيه.
لهذا السبب لم يلمح الإمبراطور اي مسار و انجذب الى مساري بسهولة.
هل هي مهارة سرية او مهارة محرمة؟
بكل تأكيد هي مهارة محرمة!
ذلك الإمبراطور…انه خطير!!
القديسات هم البشر الوحيدين الذي يملكون المانا المقدسة قبل الوصول الى السيادة…
ايضا، لقد جربت بنفسي شعور الختم الذي يقطع صلتك بمنبع المانا…
تحويل الفانون الذين لا حول لهم و لا قوة الى كيميرا ثم استعمالهم ضد القديسات…
تحويل مانا القديسات الى مولد مانا باستعمال مهارة محرمة و الوصول الى السيادة بتلك الطريقة…
عندها حتى المانا المقدسة لن تستطيع رفضه…
انها حقا خطة خبيثة!!
“أنا متأكدة! سيد البرج الحقيقي قد اخفى نفسه عن العالم لكنه شارك في خطة ابي بتحويل احدى اذرعه الى ذراع كيميرا!
لقد رأيت ذلك من ذكرياتها”
“بقولك سيد البرج، هل تقصدين سيد برج قارة السرور؟”
“بالطبع لا! بل سيد البرج المركزي، البرج الموجود في القارة المظلمة، سيد البرج هذا هو القائد الأعلى لجميع الأبراج فلا يوجد أحد اعلى منه مرتبة بصفته سيد جميع الأبراج الموجودة في العالم. ”
هكذا اذا…
الآن بت اعرف وجهتي التالية.
” سؤال اخير…لماذا انتم غير مشابهين لبعضكم البعض رغم كونكم اخوة؟”
” رسيل تكون الأميرة الأولى و هي ابنة الإمبراطورة اما انا فأكون ابنة الزوجة الثانية…”
يبدو ان جنونها ليس وراثي على الأقل.
اوقفت نية قتلي ثم نهضت متوجها الى الخارج…
” مـعلمي؟ الى اين انت ذاهب؟؟ ”
فكرت في رغبتي في الطيران…
ثم طفوت في الجو قليلا…
” اخبري كاجسا ان تغادر الإمبراطورية و تذهب الى المكان الذي اخبرتها عنه…”
ثم عندما كنت على وشك المغادرة، استدرت و اقتربت من ماريا.
“عزيزتي~ اتبعي كاجسا…فأنا لا اريد فقدان تلميذتي الغالية”
“معلم تيل!!”
كاجسا؟
“ارجوك لا تذهب! ارجوك!!” بصوت عال صرخت و هي تحاول سحبي الى الارض.
” كاجسا…ابتعدي!”
نواياها طيبة، لكن ما سأفعله سيكون قاسيا عليها.
لذلك ابعدتها عني ثم غادرت القصر و انا اطفو متجها الى ابعد مكان ممكن.
………
اخذ الجو في الازدياد ظلمة، بينما الغيوم الرمادية تغطى السماء شيء فشيئا…
ثم قررت ان انزل قرب بحيرة صغيرة تحيط بها الاشجار الضخمة من كل مكان.
نظرت الى انعكاسي في الماء ثم وجدته…
وجدت اثار التهامه…
السواد قد غطى صدري و كتفي، لم يبقى الكثير و يصل الى وجهي…
لم يعد من الممكن كبحها بعد فقدان المانا المقدسة…
هذه اللعنة تستغل اليأس لتسريع انتشارها في جسدي…
و اليأس نفسه يستغل اللعنة ليفقدني للتحكم الباقي لي.
المطر قد هطل اخيرا…
صوته الهادئ و رائحته التي تذكرني بأيام السذاجة و الغباء، المغامرة و الاصدقاء، التضحية و النجاح…
لكن ما فائدتها؟
فالآن لم تعد سوى ذكريات اتذكرها و اسخر منها.
تنهد…
هل علي فعلها؟
لكن…
هل سأستطيع العودة؟ بعد عاديت الفخر فأكيد ان العودة لن تعمل…
[لقد عدت~]
اهذه المانا تملك وعيها الخاص حقا؟؟
و طريقة تحدثها معي هذه تغضبني!
“لونر..”
“اجل سيدي!”
علي المقامرة هذه المرة.
“لونر…استخدم نصف قوتك و حولها الى مانا خالصة ثم حولها الي”
“لكن سيدي…انه يلتهمك! كما ان اتصالك بمنبع المانا قد قطع لذلك هذا مستحيل!”
مزقت ملابسي و رفعت يدي العظمية نحوه
” انا اعلم ما الذي اريد فعله، فقط افعل ما امرتك به”
“امرك سيدي!”
اصبح جسد لونر الغير ملموس ضخما، ثم قام بتقسيم جسده الى نصفين…
النصف الاول اصبح اصغر و رجع الى حالته الطبيعية، اما النصف الآخر قد تحول الى مانا مركزة جدا!
تجمعت المانا المركزة و اقتربت مني.
” تم الأمر سيدي، سأدخل في حالة نوم طويلة لأستعيد ما تبقى من قوتي، لكننني سأستجيب لاستدعائك دوما سيدي!”
ثم اختفى لونر.
قدت تلك المانا الى يدي، ثم صنعت منبع مانا مؤقت و الذي قد ينفجر في اي وقت…
لكن المانا التي وفرها لي لونر كانت كافية لتكون بنفس قوة نصف المانا التي فقدتها بسبب انقطاع الرابط بيني و بين منبع المانا.
” جيد، الآن بت أستطيع استخدام مهارة أسطورية واحدة على الاقل.”
قمت بفتح مخزني الفراغي و اخرجت منه ملابس و درع كنت قد حصلت عليهم من ممتلكات والدي الراحل.
ذهبت للاستحمام داخل البحيرة مع ان المطر لم يتوقف ابدا.
اغتسلت جيدا و كأنني طامح في غسل تلك اللعنة التي تأبى تطهر…
و كأنني احاول مسح حبر جاف من على ورقة بقطرة ماء.
و منذ ان انتهيت، ارتديت الملابس و الدرع ثم غادرت البحيرة.
……
في مكان ما داخل القصر الإمبراطوري…
صوت صراخ كان يأتي من داخل قاعة العرش…
في الداخل كان الإمبراطور غاضب و هو يصرخ على النبلاء و الفرسان الموجودين داخل القاعة.
“كيف هربت منكم بحق الجحيم!!”
“نحن نعتذر جلالتك…لكن عندما ذهبنا الى قصر الأميرة الرابعة لم نجدها في أي مكان، حتى اننا بحثنا في كل ارجاء العاصمة و لم نجد اي اثر لها”
كان الفرسان راكعون على الأرض بينما يطلبون السماح…
في حين ان الرعب باد على بقية النبلاء الموجود داخل القاعة.
” كيف عرفت بحق الجحيم انني سأبحث عنها اليوم!! كل خططي في جعلها اقوى تحت يد المعلم الإمبراطوري قد ذهبت سدى! ”
جلس الإمبراطور على عرشه و الندم قد شوه ملامح وجهه.
هز..هز…*
“ما هذا الصوت؟”
سأل الإمبراطور الفرسان بينما اجابوا بعدم معرفة مصدره.
” معذرة جلالتك، اليس هذا زلزال؟ ”
هززز..هززززز…*
بدأت الجدران بالإهتزاز، و القاعة كذلك بينما الأضواء انطفأت.
“جلالتك، خبر سيء!!!”
دخل احد الجنود للقاعة.
” ما الذي يحدث بحق الجحيم!!” قال الامبراطور بغضب.
“لـ..لا وقت للشرح جلالتك! بسرعة انظر للخارج!! ”
توجه الإمبراطور الى النافذة و عندما نظر خارجها، تراجع ووقع من الصدمة.
“إ-إنه هو…!!” بفزع قال.
“لقد عدت~”
فلنبدأ انتقامي الذي طال انتظاره.
—————————
تأليف: Souhayl TP
لاتنسى عزيزي المتابع~ نطاقنا يصبح اكبر فأكبر.
نطاق العدم: https://discord.gg/Rt45hEwqcC